يُعدُّ كليمنت بورد اليوم أحد أهم المواهب الواعدة في عالم القصص المصوَّرة الفرنسيَّة، فمع صدور كتابه الأول "العبور" في عام 2019، في وقت لم يكن عمره قد تجاوز الثلاثين؛ حصد بورد إشادةً نقديَّة وجماهيريَّةً كبيرة، لفَتَت إليه الأنظار، خاصةً مع ترشيح كتابه لأبرز وأرفع جائزة للروايات المصوَّرة في أوروبا: القط الذهبي لأفضل رواية مُصوَّرة بمهرجان أنجوليم في فرنسا، والذي يُطلق عليه "أوسكار" القصص المصوَّرة في أوروبا. بدأ بورد مشواره الفني قبل صدور الكتاب بعشر سنوات، حيث شارك في مسابقة المواهب الشابة التي عقدها نفس المهرجان، وفاز بها، ثم عمل رسَّامًا بعدَّة صحف وجرائد، أبرزها: "ليبيراسيون" الفرنسيَّة، قبل أن يقتحم مجال تدريس الرسم في چنيڤ.
خطفت رواية "العبور" أنظار عُشَّاق القصص المصوَّرة في أوروبا فور صدورها، في أواخر 2019؛ بفضل طريقة تنفيذها، التي تقترب كثيرًا من أفلام الرسوم المتحرِّكة، بما فيها من حركة وانسيابية غير مُعتادة حطَّمَت قوالب القصص المصوَّرة الثابتة. بكادرات شديدة الابتكار، وأسلوب رسمٍ يجعل شخوصها تبدو وكأنها تتحرَّك على امتداد صفحاتها. تُعدُّ هذه الرواية -والتي استغرق رسمها عشر سنوات كاملة- نموذجًا على التجديد والتجريب في عالم السرد البصري، بإيقاعٍ لاهث، وكادرات حُرَّة، وقصة تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تحمل معاني إنسانيَّة شديدة العُمق؛ استحقَّت هذه الرواية ترشيحها لجائزة أفضل رواية مصوَّرة لعام 2020 بمهرجان أنجوليم.